الأحد، 9 أكتوبر 2016

فوائد منتقاة من كتاب الداء والدواء

عدم إقبال القلب قد يحول دون إجابة الدعاء
"وكذلك الدعاء ، فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب ، ولكن قد يتخلف عنه أثر  إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان ، وإما لضعف القلب وعدم إقبالهعلى الله وجمعيته عليه وقت الدعاء، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا فإن السهم يخرج منه خروجا ضعيفا ؛ وإما لحصول المانع من الاجابة من أكل الحرام ، والظلم ، ورين الذنوب على القلوب ، واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها
 "كما في صحيح الحاكم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
"ادعو الله وأنتم موقنون بالاجابة ، واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب
غافل لاه )
فهذا دواء نافع مزيل للداء ، ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته "  الداء والدواء (ص : 9)
________________________________________________________________
قال ابن القيم رحمه الله :
والدعاء من أنفع الادويه ،  وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه  ويمنع نزوله ، ويرفعه، او يخففه اذا نزل .  الداء والدواء  ص11
_______________________
 قال عن الدعاء
وله مع البلاء ثلاث مقامات :
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء فيصاب به
العبد  و لكن قد يخففه و إن كان ضعيفا.
الثالث : أن يتقاوما و يمنع كل واحد منهما صاحبه.
الداء و الدواء 12
_______________________
قال ابن القيم -رحمه الله -
ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء عليه :
أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة ، فيستحسر ، ويَدَعَ الدعاء . وهو بمنزلة مَن بذر بَذرًا أو غرس غِراسا ، فجعل يتعاهده ويسقيه ، فلمّا استبطأ كماله وإدراكه ، تركه وأهمله !
وفي الصحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم ؛قال :
( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ،يقول : دعوت ،فلم يستجب لي )
الداء والدواء صـ١٥
 ____________________
الدعاء الذي لا يكاد يرد   !
 " إذا جمع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب ،
وصادف وقتا من أوقات الاجابة الستة وهي : الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان ، وبين الأذان والاقامة ، وأدبار الصلوات المكتوبات ، وعند صعود الامام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة ، واخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم وصادف خشوعا في القلب ، وانكسارا بين يدي الرب ، وذلآ له ، وتضرعا ورقة ؛ واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة ، ورفع يديه إلى الله تعالى ، وبدأ بحمد الله والثناء عليه ، ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله ، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ، ثم دخل على الله ، وألح عليه في المسألة، وتملقه ، ودعاه رغبة ورهبة ، وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده ، وقدم بين يدي دعائه صدقة فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا ، ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الاجابة، أو أنها متضمنة للاسم الأعظم "

الداء والدواء     ( ص  16 - 17)
____________________

من أسرار إجابة الدعاء .
"وكثيرا ما تجد أدعية دعا بها قوم فاستجيب لهم ، ويكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه ، وإقباله على الله ، أو حسنة تقدمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرا لحسنته ، أو صادف وقت إجابة ونحو ذلك ، فأجيبت دعوته ، فيظن الظان أن السر في لفظ ذلك الدعاء ، فيأخذه مجردا عن  تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي
 وهذا كما إذا استعمل رجل دواء نافعا في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي ، فانتفع به ، فظن غيره أن استعمال هذا الدواء بمجرده
كاف في حصول المطلوب ، كان غالطا .
وهذا موضع يغلط فيه كثير من الناس .

كتاب الداء والدواء (ص : 25)
__________________________
 قال ابن القيم -رحمه الله -

والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه لا بحدّه فقط ، فمتى كان السلاح سلاحًا تامًّا لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلّف واحد من هذه الثلاثة تخلّف التأثير .

فإذا كان الدعاء في نفسه غير صالح ، أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء ، أو كان ثَمَّ مانع من الإجابة ، لم يحصل الأثر .الداءوالدواء صـ٢٦
__________________________
أصل سعادة العبد في أمرين :

"  أحدهما : أن يعرف تفاصيل أسباب الشر والخير ، ويكون له بصيرة في ذلك بما يشاهده في العالم ، وما جربه في نفسه وغيره ، وما سمعه من أخبارالأمم قديما وحديثا .
 ومن أنفع ما في ذلك تدبر القران ، فإنه كفيل بذلك على أكمل الوجوه ، وفيه أسباب
 الشر والخير جميعا مفصلة مبينة  .
 ثم السنة : فإنها شقيقة القران ، وهي الوحي الثاني ..
 ومن صرف إليهما عنايته اكتفى
بهما عن غيرهما، وهما يريانك الخير والشر وأسبابهما، حتى كأنك تعاين ذلك عيانا.

 والأمر الثاني : أن يحذر مغالطة نفسه له على هذه الأسباب ، وهذا من أهم الأمور ، فإن العبد يعرف أن المعصية والغفلة من الأسباب المضرة له في دنياه واخرته ، ولا بد ؛ ولكن تغالطه نفسه بالاتكال على عفو الله ومغفرته تارة ، وبالتسويف بالتوبة تارة ، وبالاستغفار باللسان تارة ، وبفعل المندوبات تارة ، وبالعلم تارة ، وبالاحتجاج بالقدر تارة ، وبالاحتجاج بالأشباه والنظراء والاقتداء بالأكابر تارة ... "

كتاب الداء والدواء : (ص :35-36)
_______________________
استشهد ابن القيم رحمه الله بكلام الحسن البصري رحمه الله حيث قال في حسن الظن :

ان المؤمن احسن الظن بربه ، فأحسن العمل ، وان الفاجر اساء الظن بربه ، فأساء العمل .

كتاب الداء والدواء ص٤٥
______________________
قال ابن القيم -رحمه الله -

( ولا تستطيل هذا الفصل ،فإن الحاجة إليه شديدة لكل أحد ،ففرقٌ بين حسن الظن بالله وبين الغِرة به.

قال تعالى {إن الذين ءامنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله }

فجعل هؤلاء أهل الرجاء ، لا البطالين والفاسقين .

وقال تعالى :
{ ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم }

فأخبر سبحانه أنه بعد هذه الأشياء غفور رحيم لمن فعلها .

فالعالم يضع الرجاء مواضعه ، والجاهل المغتر يضعه في غير مواضعه . )

الداء والدواء صـ ٥٠
________________________________
من خدع النفوس وغرور الأماني !

" كيف يجتمع في قلب العبد تيقنه بأنه ملاق الله ، وأن الله يسمع كلامه ، ويرى مكانه ، ويعلم سره وعلانيته ، ولا يخفى عليه خافية من أمره ؛ وأنه موقوف بين يديه ومسؤول عن كل ما عمل ، وهو مقيم على مساخطه ، مضيع لأوامره ، معطل لحقوقه . وهو مع هذا محسن الظن ..  وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور الأماني .."

كتاب الداء والدواء (ص : 46)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق